top of page

صليبي، خليل

بطلّون (لبنان)، 1870 – بيروت، 7 تمّوز/ يوليو 1928

خليل صليبي، ولد في بطلّون، اغتيل مع زوجته أمام منزله في  منطقة القنطاري في بيروت، إثر شجار مع عدد من سكّان قريته، حول تقاسم مياه أحد الينابيع. حمّل رسومه قوّة العزيمة التي كانت له في حياته، وذهب بعيداً في تطلّب البحث والانجاز.

انتسب صليبي الأرثوذكسي الأصل، سنة 1881، إلى المبشّرين الانكليز والأمريكيّين في بيروت. وجد في هذه التنشئة الخاصّة شكلاً من التوجّه الوضعيّ وتماسّاً مبكّراً مع العالَم الأنكلو ـ ساكسوني. كانت الجامعة الأميركيّة قد استوطنت في بيروت مبشِّرةً بالتقدّم والمساواتيّة واﻟﭙﺮوتستانتيّة الثقافيّة المعاشة كوسيلة مجادلة وقطيعة مع المجتمعات الثقافيّة المسيحيّة والناطقة بالفرنسيّة. النقد والمعارضة كانا بالطبع أكثر استهدافاً للثقافة الفرنسيّة والمسيحيّة، المعتبَرة أكثر خطراً نظراً إلى كونها تعمل على الصعيد نفسه.

ليس في الوارد طبعاً أن يُقرأ في مسار صليبي مجرّد نتيجة تلاعب مبشّرين. ولا أن يجري تقديمه كضحيّة لهم. كان بالأحرى رجلاً وجد لديهم تبريراً لجذريّته في الرفض والوسائل لتهيئة أدوات هذا التبرير.

بعد دراسات في إدمبره في الولايات المتّحدة (1890)، ولندن (1898)، وباريس، استقرّ في بيروت حيث شارك في الحياة الثقافيّة من 1900 حتّى 1928 وكان يسافر، خصوصاً إلى مصر. احتلّ موقعاً مركزيّاً من تنشئة ومن مقاربة تشكيليّتين أنكلو ـ ساكسونيّتين بامتياز لناحية الحساسيّة إزاء اللون، تَوَخِّياً للتعارضات العنيفة حتّى في الألوان الباردة.

البعثرة والتدمير اللذين حلّا بقسم كبير من أعماله، وأوراقه، ودفاتره، ومكتبته، يحولان دون أن نتتبّع، على نحوٍ مترابط، المسار التشكيلي لشخصيّة كان من شأن تمرّده، في تاريخ الفنّ اللبناني، أن يلعب دوراً تأسيسيّاً.

خليل صليبي copy.jpg

خليل صليبي

bottom of page